التوهم المرضي: الأعراض والعلاج

مرض التوهم المرضي: 10 معلومات هامة تحتاج إلى معرفتها

يُعد مرض التوهم المرضي (بالإنجليزية: Hypochondria) أحد الاضطرابات النفسية التي تنطوي على قلق مستمر ومفرط بشأن الصحة الجسدية. ويُعرف المرض أيضًا باسم “الوسواس الصحي” أو “اضطراب القلق الصحي”، حيث يشعر الشخص المتأثر بأن لديه مرضًا خطيرًا رغم عدم وجود دليل طبي يثبت ذلك. يمكن أن يسبب هذا الاضطراب تأثيرًا كبيرًا على جودة حياة المريض وعلاقاته الاجتماعية، وقد يُساء فهمه من قبل الأصدقاء والعائلة.

في هذا المقال، سنتناول هذا المرض بالتفصيل ونستعرض أهم المعلومات التي ينبغي أن يعرفها الجميع حوله.

1. تعريف مرض التوهم المرضي

التوهم المرضي هو اضطراب نفسي يتسم بقلق مبالغ فيه تجاه الإصابة بالأمراض، حيث يعتقد الشخص المصاب أنه يعاني من حالة طبية خطيرة رغم عدم وجود دليل طبي يدعم ذلك. قد يشعر المريض بأعراض جسدية غير محددة، مثل آلام في المعدة أو صداع، ويعتقد أن هذه الأعراض هي علامة على مرض خطير مثل السرطان أو أمراض القلب، حتى بعد إجراء فحوصات طبية تكون نتيجتها سلبية.

2. أعراض التوهم المرضي

تتمثل الأعراض الأساسية للتوهم المرضي في مجموعة من السلوكيات والاعتقادات المرتبطة بالصحة. يمكن تلخيص هذه الأعراض في النقاط التالية:

• القلق المستمر بشأن المرض: يعاني المريض من خوف مفرط من الإصابة بأمراض خطيرة، حتى عندما تكون نتائج الفحوصات الطبية طبيعية.

• البحث المستمر عن أعراض المرض: يقوم الشخص بمتابعة حالته الصحية بشكل مستمر عبر الإنترنت أو من خلال زيارة الأطباء بشكل متكرر.

• الشكوك المستمرة: يعاني الشخص من شكوك دائمة حول صحته ويعتقد أنه لم يتم تشخيص حالته بشكل صحيح.

• إعادة الفحص الطبي بشكل متكرر: قد يخضع المريض لفحوصات طبية مستمرة أو يطلب استشارات طبية متعددة للحصول على تأكيدات إضافية.

3. أسباب مرض التوهم المرضي

تعد أسباب مرض التوهم المرضي معقدة ومتنوعة. قد يشمل ذلك عوامل وراثية، بيئية ونفسية. من أبرز الأسباب المحتملة:

• التاريخ العائلي: قد يكون هناك ميل وراثي للإصابة بهذا الاضطراب، حيث تزداد احتمالية الإصابة لدى الأشخاص الذين لديهم أقارب مصابين بالتوهم المرضي.

• التجارب السلبية الصحية السابقة: تعرض الشخص لمرض خطير في الماضي أو مروره بتجربة صحية صعبة قد يعزز من شعوره بالقلق المفرط حول صحته.

• التعرض للضغط النفسي أو التوتر: الأشخاص الذين يعانون من التوتر أو الإجهاد النفسي قد يكونون أكثر عرضة لتطوير هذا الاضطراب.

• التأثيرات الثقافية والإعلامية: المعلومات الصحية المنتشرة في وسائل الإعلام أو على الإنترنت قد تساهم في تعزيز المخاوف بشأن الأمراض، مما يؤدي إلى تفاقم القلق.

4. كيف يتم تشخيص مرض التوهم المرضي؟

تشخيص مرض التوهم المرضي لا يعتمد فقط على وجود الأعراض الجسدية بل يتطلب أيضًا تقييمًا نفسيًا دقيقًا. قد يستخدم الأطباء مجموعة من الأدوات لتشخيص هذا الاضطراب، مثل:

• التقييم النفسي: يطلب الطبيب من المريض التحدث عن أفكاره ومخاوفه المتعلقة بالصحة. يعتمد التشخيص على كيفية تأثير هذه المخاوف على حياة المريض.

• الفحوصات الطبية: يتم إجراء فحوصات للتأكد من غياب أي حالات صحية فعلية قد تفسر الأعراض.

• التشخيص الاستبعادي: في بعض الأحيان، قد يتطلب الأمر استبعاد الأمراض الطبية الخطيرة من خلال فحوصات شاملة، مثل الأشعة السينية أو تحاليل الدم، قبل تأكيد التشخيص.

5. الفرق بين التوهم المرضي والقلق الطبيعي بشأن الصحة

من المهم التمييز بين التوهم المرضي والقلق الطبيعي الذي يشعر به الناس عند الإصابة بأعراض صحية جديدة. في حين أن معظم الناس يشعرون بالقلق عند مواجهة أعراض غير مألوفة، إلا أن هذا القلق يتلاشى غالبًا مع مرور الوقت أو بعد الحصول على تأكيد طبي بأن الحالة ليست خطيرة. أما الأشخاص الذين يعانون من التوهم المرضي، فإن هذا القلق لا يتبدد بسهولة، وقد يستمر لفترات طويلة رغم عدم وجود دليل على وجود مرض حقيقي.

6. التأثيرات النفسية والاجتماعية للتوهم المرضي

التوهم المرضي لا يؤثر فقط على الصحة الجسدية للمريض، بل له أيضًا تأثيرات نفسية واجتماعية كبيرة:

• العزلة الاجتماعية: قد يفضل المصابون بهذا المرض البقاء في المنزل أو تجنب الأنشطة الاجتماعية خوفًا من أن يتعرضوا للأمراض.

• الإجهاد النفسي المستمر: التوتر المستمر حول الصحة يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض مثل القلق والاكتئاب، مما يزيد من تعقيد الوضع.

• التأثير على العلاقات: العلاقة مع الأصدقاء والعائلة قد تتأثر بسبب الضغط الناتج عن تصرفات الشخص المصاب، مثل تكرار زيارة الأطباء أو مطالبتهم بالاهتمام الزائد.

7. علاج التوهم المرضي

يشمل علاج التوهم المرضي مزيجًا من العلاج النفسي والعلاج الدوائي. يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) في مساعدة الأشخاص على تحدي أفكارهم غير المنطقية والتعامل مع قلقهم. في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى أدوية مضادة للقلق أو مضادة للاكتئاب لتخفيف الأعراض. كما يمكن أن يساهم الدعم النفسي من الأصدقاء والعائلة في تسريع عملية الشفاء.

8. دور العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

العلاج السلوكي المعرفي هو أحد أساليب العلاج النفسي التي تركز على مساعدة المريض في تحديد وتغيير الأنماط الفكرية السلبية. من خلال هذا العلاج، يتم تعليم الشخص كيفية التعامل مع القلق بشأن الصحة بطرق أكثر واقعية ومنطقية. تشمل جلسات العلاج السلوكي المعرفي استراتيجيات لتغيير السلوكيات المرتبطة بالقلق، مثل:

• تقليل البحث المستمر عن الأعراض الطبية.

• تعلم كيفية التعامل مع المخاوف بشكل أكثر فعالية.

• تعزيز التفكير العقلاني حول الحالة الصحية.

9. التحديات في علاج التوهم المرضي

على الرغم من فاعلية العلاج السلوكي المعرفي، إلا أن التوهم المرضي يُعد من الاضطرابات التي يصعب علاجها، لعدة أسباب:

• مقاومة التغيير: العديد من المرضى يصعب عليهم قبول فكرة أنهم لا يعانون من مرض خطير، مما يجعل العلاج أكثر تحديًا.

• الانقطاع عن العلاج: بعض المرضى قد يتوقفون عن العلاج عندما لا يشعرون بتحسن فوري أو عندما يشعرون بأن مخاوفهم الصحية لم تُؤخذ على محمل الجد.

• الاستمرار في طلب الفحوصات الطبية: غالبًا ما يواصل المرضى طلب الفحوصات والتشخيصات الطبية على الرغم من تأكيد الأطباء بأنهم لا يعانون من أي مرض.

10. الوقاية والتوعية

يعد التوعية بالمرض والتشجيع على طلب المساعدة المهنية أحد أساليب الوقاية الفعالة. يمكن للمجتمع أن يلعب دورًا هامًا في دعم الأشخاص الذين يعانون من التوهم المرضي، سواء من خلال نشر الوعي حول الأعراض أو من خلال تشجيع المرضى على الاستشارة النفسية. كما أن الحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن قد يساعد على تقليل القلق بشكل عام.

ختامًا، يعد مرض التوهم المرضي اضطرابًا نفسيًا يؤثر بشكل كبير على حياة المصابين به. من خلال الفهم العميق لهذا المرض، يمكن للأفراد والعائلات تقديم الدعم المناسب للمصابين به، وكذلك تشجيعهم على طلب المساعدة المهنية اللازمة لتحسين نوعية حياتهم.